يشهد العالم أزمة في سلاسل التوريد والتي تسببت في ارتفاع أسعار السلع في جميع انحاء العالم، وظهرت أزمة التوريد كأحد تداعيات انتشار متحور كورونا ” أوميكرون ” ، تتوقع شركة “موللر ميرسك” الدنماركية العملاقة للنقل البحري تراجع حدة أزمة اضطراب سلاسل التوريد والإمداد في العالم ، و أثرت الأزمة على الاقتصادات في العالم من فيتنام إلى ألمانيا خلال الشهور المقبلة.
وقالت الشركة إن اختناق حركة النقل البحري نتيجة جائحة فيروس كورونا المستجد، سيبدأ التراجع خلال النصف الثاني من العام الحالي ، وأن هذا التحول سيخفف الضغوط على طاقة نقل الحاويات لدى الشركة لكنه سيعني أيضا تراجع إيراداتها من سوق العقود الفورية للنقل حيث مازالت أسعار الشحن على الخطوط الأشد ازدحاما أعلى بمقدار 10 أمثال عن مستوياتها في عام 2019 قبل تفجر الأزمة.
تضرر الاقتصاديات العامية
وتضررت عدد من الاقتصاديات العامية ومنها ألمانيا ، فتراجع الإنتاج الصناعي الألماني في ديسمبر الماضي، حيث تضرر أكبر اقتصاد في أوروبا في أواخر العام 2021 بفعل أزمات في سلاسل التوريد.
وقال مكتب الإحصاء الاتحادي الألماني، إن الإنتاج الصناعي في البلاد نزل 0.3% على أساس شهري بعد ارتفاعه 0.3% في قراءة معدلة بالزيادة لنوفمبر 2021
أشار صندوق النقد الدولي ، إلى مشكلات سلاسل التوريد العالمية من بين عوامل أخرى أدت إلى قيامه بتخفيض توقعاته للنمو الاقتصادي العالمي لعام 2022 إلى 4.4% بدلا من 4.9%
بيئة ما بعد “كورونا”
ونقلت وكالة “بلومبرج” للأنباء عن سورين سكو، الرئيس التنفيذي لشركة “موللر ميرسك” الدنماركية للنقل البحري القول “نحن نتحرك في بيئة ما بعد الجائحة والتي ليس لدينا خبرة كبيرة بها بصراحة… لذلك نقول إننا نتوقع أداء قويا خلال النصف الأول من 2022، ثم نتوقع عودة الأمور إلى طبيعتها خلال النصف الثاني”.
وقالت “ميرسك” التي تنقل نحو 20% من إجمالي حركة الحاويات في المحيط الهادئ إنها تتوقع نمو سوق الشحن البحري بما يتراوح بين 2 و4% خلال العام الحالي، من خلال نمو قوي خلال النصف الأول ثمن توقعات غير مؤكدة بعد ذلك”.
وتتوقع شركة ميرسك، التي تتعامل مع حوالي واحدة من كل خمس حاويات يتم شحنها في جميع أنحاء العالم، أرباح تشغيل عند حوالي 24 مليار دولار هذا العام، على غرار العام الماضي، ولكن أقل بقليل من 24.4 مليار دولار التي توقعها المحللون. وتم تداول أسهمها مرتفعا بنسبة 2.8٪ في الساعة 1108 بتوقيت جرينتش، لكنها انخفضت بنسبة 11٪ منذ أن وصلت إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق في منتصف يناير/كانون الثاني الماضي.
ورفعت شركة ميرسك توزيعات الأرباح للمساهمين إلى إجمالي 47 مليار كرونة دانمركية (7.20 مليار دولار)، أو 2500 كرونة للسهم، مقابل 330 كرونًا للسهم قبل عام.
كررت الشركة النتائج الأولية للربع الرابع التي نُشرت في 14 يناير/كانون الثاني، عندما قالت الشركة إن التراجع في أحجام الحاويات العابرة للمحيطات بنسبة 4٪ قابله ارتفاع معدلات الشحن بنسبة 80٪ مقارنة بالعام السابق.
اقرأ المزيد : 3 بروتوكولات لنشر الثقافة والتوعية بالأنشطة المالية غير المصرفية
ارتفاع كلفة الشحن
وكشف صندوق النقد الدولي، الشهر الماضي أن ارتفاع كلفة الشحن خلال العام الماضي، دفع المستهلكين إلى الإفراج عن مدخراتهم المكبوتة لشراء سلع جديدة، بينما استمر الوباء في إزعاج سلاسل التوريد العالمية، وتضاعفت معدلات الحاويات أكثر من أربع مرات منذ بداية ظهور جائحة كورونا، مع تركيز بعض أكبر المكاسب في الأرباع الثلاثة الأولى من العام الماضي.
وكشف التقرير أن عمليات الإغلاق ونقص العمالة والضغط على الشبكات اللوجستية، أدت إلى زيادة تكلفة الشحن وإطالة أوقات التسليم بشكل كبير، على الرغم من تخفيف هذه الضغوط واستمرار محاولات الحكومات في التخلص من أزمة الإمدادات وسلاسل التوريد العالمية.
تراجع أسعار الحاويات العالمية
ووفق البيانات، فقد تراجعت أسعار الحاويات العالمية منذ شهر سبتمبر/أيلول الماضي وحتى بداية العام الحالي بنسبة 16%، ويرجع ذلك في الغالب إلى انخفاض معدلات الطرق عبر المحيط الهادئ شرقاً، الرابط البحري الرئيس من الصين إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
ويشير هذا الانخفاض، إلى أن الطلب القوي على السلع يتضاءل بعد موسم الذروة التقليدي للشحن، والذي عادة ما يكون من أغسطس/آب إلى أكتوبر/تشرين الأول من كل عام، إضافة إلى ذلك، أمرت الولايات المتحدة بعض الموانئ بتوسيع ساعات التشغيل وتعزيز الكفاءة لتقليل الازدحام وتخفيف اختناقات الإمداد.
الرابط المختصر: https://estsmararabe.com/?p=66879