مقال .. محمود زكي- مدير التحرير
في الآونة الأخيرة ظهر على الساحة بنت تدعى قمر تقوم ببيع مستحضرات التجميل في وكالة البلح بأسعار مخفضة للغاية وتدعي أنها منتجات أصلية وفي حقيقة الأمر نجد أنها نجحت في تحقيق مبيعات كبيرة وذلك بسبب انخفاض سعرها والذي أعطاها ميزة في ظل الأوضاع الاقتصادية الراهنة وبعد القبض عليها ومن خلال تحقيقات النيابة اعترفت بأنه تحصل على تلك المنتجات من خلال التجار الذين يقومون بتجميع زجاجات تلك المستحضرات ثم تعبئتها بمواد مجهولة المصدر.
في حقيقة الأمر أن اعترافات قمر الوكالة كشفت لنا عن زيادة مبيعاتها بعد ظهورها على منصات التواصل الاجتماعي والتي اعتمدت فيها على احتياج بعض الفتيات إلى تلك المستحضرات بأسعار لا تقارن بمثيلتها التي تنتجها الشركات المتخصصة.
لقد قامت قمر الوكالة بالانتشار الواسع بين الفتيات بميزة مهمة جدا وهي انخفاض سعر المنتجات التي تقوم بعرضها وبمرغم أن أماكن بيع مستحضرات التجميل معروفة أن الفتيات تغاضين الطرف عن ذلك مقابل الحصول على المنتجات بتلك القيمة المنخفضة.
اقرا المزيد : المجتمعات العمرانية تستهدف 850 مليون جنيه من بيع أراضي في مدينة الشروق
قامت قمر الوكالة باستغلال الأوضاع الاقتصادية التي يمر بها الوطن مع ارتفاع التضخم في إيجاد سبيل بإقناع الفتيات بالمنتجات المغشوشة التي أدت إلى تضرر عدد كبير منهم جراء استخدامها.
على الجانب الآخر ظهرت خلال الفترة الحالية شركات عقارية لا تقل في غشها عن قمر الوكالة ويمكن أن نطلق على تلك الشركات أقمار العقارات فقد اعتمدت تلك الشركات على ميزة انخفاض السعر بل والاكثر وصول مدد السداد لها إلى أكثر من 8 و10 عشر سنوات في بعض الأحيان وفي ظل سياسة التسعير الخاطئة والتي قد ينجم عنها عدم تنفيذ المشروعات العقارية التي قاموا بطرحها على المواطنين.
في الفترة القليلة الماضية شهد القطاع العقاري العديد من القضايا في المحاكم بين المواطنين وأصحاب الشركات نتيجة عدم تسليم الوحدات التي قاموا بشرائها لمدد تصل إلى أكثر من ثلاث و اربع سنوات.
ومع بدء طرح مشروعات العاصمة الإدارية الجديدة وجدنا عدد من الشركات تتنافس على كونها الأقل سعرا بين المشروعات ضاربة بكل المؤشرات التي تقول بأن هناك زيادة كبيرة في أسعار منتجات التنفيذ نتيجة الأزمة الاقتصادية ونقص الطاقة وارتفاع التضخم ألا أنها لعب في بيع مشروعاتها على السعر المنخفض لجذب العميل وهو ما قامت به بالضبط قمر الوكالة في بيعها لمستحضرات التجميل.
كل ما أخشى عليه الآن هو المواطن الذي قام بتصديق تلك الشركات والتي من الأرجح لم يكن لها سابقة خبرة في السوق العقاري فقد جمع كل ما يملك من تحويشة العمر أملا بالاستثمار في وحدة عقارية تدر له عائد سنوي تعينه على متاعب الحياة.
في نهاية الأمر أرجو من كل المواطنين المقبلين على شراء الوحدات ألا ينخدعوا بالأسعار المنخفضة التي تقوم بعض الشركات العقارية ببيع مشروعاتها بها وأن تتبع كافة المعايير التي تؤكد تنفيذ تلك الشركات للمشروعات والتي من أهمها سابقة الخبرة للشركة والتسعير العادل وأكد السداد المنطقية وشركة إدارة المشروع والشركات المنفذة للمشروع والتراخيص واعتماد التصميم من جانب الجهات المختصة وألا ينجرفوا أعمالها الوهمية والايجارات الإلزامية والخصومات على المقدم وحتى مدد السداد حتى لا يستفيق على كارثة حقيقة وهي ضياع شقى العمر.
الرابط المختصر: https://estsmararabe.com/?p=84593